حصار الحرم المكي الشريف
أحدهم حينها أنت شيطان أخرس. أخي المهدي حق وهو محمد بن عبدالله القحطاني.
وفي المناطق البعيدة التي لجأ إليها جهيمان وأتباعه بدأ الاستعداد للمواجهة المسلحة المقبلة.
وكان رد فعل القيادة السعودية تجاه الحصار متراخيا.
كان ولي العهد آنذاك الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحضر القمة العربية في تونس. والأمير عبدالله قائد الحرس الوطني المسؤول عن حراسة الأمراء والقادة في المغرب. وترك الأمر برمته للملك خالد الذي كانت صحته متردية ووزير دفاعه الأمير سلطان.
وعندما اتضحت الموقف أطلقت وحدات الحرس الوطني جهودا ضئيلة لاستعادة السيطرة على الحرم المكي
وكان مارك هامبلي باحث سياسي في السفارة الأمريكية في جدة آنذاك من بين عدد قليل من الدبلوماسيين الغربيين الذين علموا بالواقعة ويقول إن الحصار كان عملا انطوى على شجاعة وسذاجة في الوقت نفسه. فقد اقتنصوا بسهولة شديدة. كانت لديهم جيدة جدا بلجيكية متقنة الصنع.
ويقول عبدالمنعم سلطان الذي كان عالقا في الداخل إن الاشتباكات تركزت في فترة ما بعد الظهيرة في اليوم الثاني للحصار. رأيت تتجه إلى المآذن. رأيت طائرات الهليكوبتر تحوم في السماء باستمرار. كما رأيت الطائرات الحړبية.
ويقول عبدالمنعم إن جهيمان بدا شديد الثقة وهادئا عندما التقاه قرب الكعبة في هذا اليوم. ونام لمدة نصف ساعة أو 45 دقيقة وقد أراح رأسه في حين وقفت زوجته بجانبه. ولم تتركه أبدا.
ويقول الرائد محمد النوفي قائد القوات الخاصة بوزارة الداخلية آنذاك إن الموقف كان مواجهة بين رجلين في مساحة محدودة. موقف قتالي حيث يتطاير يمينا ويسارا. إنه أمر لا يصدق.
وكان أتباع جهيمان مأخوذين بالمهدي. ويقول عبد المنعم سلطان إنه رآه وكان تحت عينيه چرحان طفيفان وقد مزق ثوبه وملأته الثقوب
بفعل الړصاص. واعتقد أن بإمكانه الظهور في أي مكان بدون حماية