الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حصار الحرم المكي الشريف

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الرجال والنساء في الأماكن العامة في بعض المناطق.
لكن رجال السلفية المحتسبة التزموا بحياة التقشف وانعزلوا عن المجتمع وعكفوا على دراسة القرآن والحديث والتزموا بقواعد الإسلام كما حددتها المؤسسة الدينية السعودية.
وكان جهيمان أحد مؤسسي هذه الجماعة. ينحدر من مدينة ساجر وهي منطقة بدوية في قلب المملكة. واعترف لأتباعه أن ماضيه لم يكن مثاليا. وفي جلسات السمر حول الڼار في الصحراء أو في تجمع في منزل أحد اتباعه يروي قصته من الانحراف إلى الخلاص لجمهوره المأخوذ بكلامه.
ويقول أسامة القوصي أحد الحاضرين في هذه التجمعات إن جهيمان تحدث عن ضلوعه في تجارة من بينها تهريب 
لكنه تاب ووجد ملاذه في الدين وأصبح قائدا ملتزما ووقع الكثير من أفراد المحتسبة تحت سيطرته خاصة صغار السن.
وأكثر من عرفوا جهيمان مثل متولي صالح يشهدون بقوة شخصيته وتفانيه. فلم يره شخص ولم يحبه. كان غريبا. وكان له حضور. كان متفانيا في دعوته وخصص حياته لله ليلا ونهارا.
لكن تعليمه كان محدودا بالنسبة لقائد ديني.
فيقول ناصر الحزيمي أحد أتباع جهيمان المقربين إنه كان حريصا على الذهاب إلى المناطق المعزولة والريفية حيث يعيش البدو. وكانت لغته العربية الفصحى ضعيفة مقابل لهجته البدوية القوية فتجنب الحديث إلى جمهور متعلم حتى لا ينكشف أمره.
ومن ناحية أخرى كان جهيمان جنديا في الحرس الوطني وثبتت أهمية تدريبه العسكري أثناء الاستعداد للاستيلاء على الحرم المكي.
ومع الوقت دخلت السلفية المحتسبة في جدال مع الشيوخ السعوديين وبدأ قمع السلطات لهم.
وهرب جهيمان إلى الصحراء وكتب عددا من المنشورات التي انتقد فيها العائلة المالكة لما اعتبره داخلها. واتهم الشيوخ بالتواطؤ مع العائلة المالكة مقابل مكاسب دنيوية. وأصبح واثقا من أن المملكة فاسدة وأن التدخل الإلهي قد يجلب لهم الخلاص.
وفي هذه الفترة قال جهيمان إنه عثر على المهدي المنتظر وهو محمد بن عبدالله القحطاني داعية شاب لين الحديث يعرف بحسن الخلق والالتزام وحب الشعر.
ويذكر الحديث النبوي أن اسم المهدي المنتظر يوافق النبي محمد في اسمه واسم الأب وله جبهة عريضة وأنف نحيف ومدبب. ورأى جهيمان في القحطاني كل هذه المواصفات الذي ذهل لسماع تلك الفرضية. ولجأ القحطاني إلى الصلاة ليصل إلى قرار في هذه المسألة.
وخرج القحطاني من عزلته وهو مقتنع بما قاله جهيمان. وبدأ التصرف على أنه المهدي المنتظر وقوي تحالف الرجلين عندما اتخذ جهيمان شقيقة القحطاني الكبرى زوجة ثانية له.
وقبل عدة أشهر من الحصار انتشرت شائعات بين المئات من أهالي مكة ومن الحجاج بأنه رأوا القحطاني في أحلامهم وهو يقف بشموخ في الحرم المكي ويحمل راية الإسلام.
واقتنع أتباع جهيمان بهذا الأمر. فيقول متولي صالح أحد أعضاء المحتسبة أذكر الاجتماع الأخير عندما سألني أحد الإخوة أخي متولي ما رأيك في المهدي. فقلت له من فضلك لا
تتحدث في هذا الأمر. فقال لي

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات