قصة ريشو وديكو
في مزرعة صغيرة مليئة بالحيوانات، عاش ديك صغير اسمه "ريشو". كان ريشو يتميز بريش أحمر جميل ومنقار صغير لامع، لكنه كان يشعر بالنقص لأنه لا يستطيع الصياح مثل والده "ديكو"، الذي كان ملك الصياح في المزرعة.
كل صباح، كان ديكو يقف على سور الحظيرة وينادي بصوته القوي: "كوكو... كوووو!"، فتستيقظ الحيوانات وهي مبتسمة وتبدأ يومها. أما ريشو، فكان يجلس بجانب الحظيرة وينظر إلى والده بإعجاب، ويتمنى أن يصبح مثله يومًا ما.
في إحدى المرات، اقترب ريشو من والده وسأله:
"أبي، كيف أستطيع أن أصيح بصوت قوي مثلك؟"
ابتسم ديكو وقال:
"الأمر يحتاج إلى صبر وتدريب يا بني. ابدأ بمحاولة الصياح كل يوم، وستصبح أقوى مع الوقت".
بدأ ريشو يومه التالي بالتدريب. وقف على كومة صغيرة من القش وحاول الصياح: "كو... كو..."، لكن صوته كان ضعيفًا وخافتًا. سمعته البطة "ليلى" وضحكت قائلة:
"هذا ليس صياحًا، يبدو كأنك تطلب المساعدة!".
شعر ريشو بالخجل لكنه قرر ألا يتوقف. حاول مرارًا وتكرارًا طوال اليوم. وفي كل مرة كان صوته يتحسن قليلاً. لاحظت أمه "هَنا" جهوده وقالت له:
"أنت تقوم بعمل رائع، لا تستسلم يا صغيري".
في إحدى الليالي، اندلعت عاصفة شديدة في المزرعة. الرياح كانت تعصف بقوة، والمطر يتساقط بغزارة. جميع الحيوانات كانت نائمة في الحظيرة، ولم يشعر أحد بالخطړ.
استيقظ ريشو فجأة على صوت الرياح. نظر من نافذة الحظيرة ورأى شجرة كبيرة على وشك أن تسقط فوق السور. فكر بسرعة: "يجب أن أحذر الجميع!".
ركض إلى أعلى السور، رغم أن المطر كان يبلل ريشه الصغير. أخذ نفسًا عميقًا وحاول الصياح:
"كوكو... كوووو!".
في البداية، كان صوته ضعيفًا، لكنه لم يتوقف. حاول مرة أخرى وأخرى، حتى خرج صوت عالٍ ومميز: "كوكو... كوووو!".
استيقظت الحيوانات واحدة تلو الأخرى. هرعت الأبقار والماعز والبطة ليلى والدجاج إلى الخارج وساعدوا في حماية المزرعة.
في الصباح، انقشعت العاصفة وعاد الهدوء. اجتمع الجميع حول ريشو وقال له والده:
"لقد أثبت اليوم أنك ديك شجاع ومسؤول. أنا فخور بك جدًا".
قالت البطة ليلى مبتسمة:
"أظن أنني أخطأت عندما سخرت منك. لقد أنقذت حياتنا!".
منذ ذلك اليوم، أصبح ريشو يصيح كل صباح بجانب والده. ومع مرور الأيام، صار صوته قويًا ومميزًا مثل أبيه.
لو سمحت احكي لطفلك عن القصة وساله ما الذي تعلمه من القصة