المعلم والتلميذ قصة حقيقية
انت في الصفحة 2 من صفحتين
المدير ودرجة الأداء الوظيفي بامتياز وتقدير المشرف التربوي .
مشيت في داخل أحد أروقة المدرسة
فرحا .. يخالط فرحي الذهول !!
سبحان الله .. وإذا مدير المدرسة في وجهي .. وبعفوية سألته
أين ملفات طلاب الصف الأول الابتدائي .
فأشار مشكورا إليها في مكتبه .
استأذنته وبدأت افتش عن ملف الطالب !!
فقال المدير ماذا تريد بالضبط
فأبتسم وغادر .
وصلت لملف الطفل وفتحته !
وصلت معلومات العائلة .. ماذا أرى
وماذا أشاهد !
صورة الأب لم تكن موجودة !!
وختمت بختم كتب مكانها مټوفي !
إنه السر المؤكد .. تبينت لاحقا أن والد الطفل قد ټوفي قبل دخوله المدرسة بشهر إثر حاډث مروري رحمه الله وهذا الطفل اليتيم ابنه الأول !!
فغيبته أقدار الله !!
وبلا نظريات علم النفس
الطفل أرادني أب بديل أعوضه حنين الأب الذي غاب عنه
ذلك الموقف .. غير مسار حياتي المهنية وعلاقاتي الإنسانية ..
بت أؤمن أن التربية قيمة ورسالة عظيمة
لاحقا .. بدأت أعزز طفلي الصغير بالملامسة والسلام ومسح الرأس .
وبعد الموقف .. اعتدت أن أقف بقرب هذا الطفل .
وأتابعه في اليوم الدراسي كاملا وفي جميع المواد أتفقده .
نجح الطفل للصف الثاني .
وأذكر أنه كان يلعب كرة القدم في حصة التربية الرياضية فضربه أحد زملائه ..
انطلق باكيا
وتعدى معلم التربية الرياضية الذي كان يحكم المباراة ..
وأتجه لي ودموعه تسيل من عينيه ..
وقال فلان ضړبني
فقلت له ماله حق .
فقال قم احسب لي ضړبة جزاء !!!
فقلت أبشر .
خرجت معه للملعب المدرسي ..
وأعلنت احتجاجي عند الحكم معلم التربية الرياضية .
وهددته بأن أطالب بالحكم الأجنبي
في المباراة القادمة ..
فامتثل جزاه الله خيرا ..
وأخذت الصافرة وأعلنت عن ضړبة جزاء بأثر رجعي لصغيري.
ودوت صافرتي التي سمعها كل من في الحي معلنة الهدف وكنت أول من صفق بحرارة .
صغيري الآن قد تخرج من كلية التربية قسم اللغة العربية جامعة بغداد .
لن أنساك يا ماجد فأنت بعد فضل الله من ألنت قساوة قلبي وعلمتني كيف يجب أن يكون ميدان التربية والتعليم ميدان لكل ضمير حي.....