قصة علياء والمجهول
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من المحاضرة المعيد الغبي لم يحتمل فكرة أنني لم أقتن الكتاب حتى الآن ونعتني بالمستهترة لم أنجح في إخباره أن الفقر هو السبب خرجت من المحاضرة باكية وقررت أن أترك الجامعة بلا عودة!
وفي اليوم التالي كنت أفترش أرضية السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطعا من الجبن وقليل من البيض وبعد قليل من الوقت فوجئت بذلك المعيد القاسې يقف أمامي ويديه خلف ظهره يبدو أن بهما شيئا يحاول إخفاءه تلقائيا غطيت وجهي بوشاحي ظنا مني أنه بالتأكيد سيتذكرني إن رأى وجهي فآثرت إخفاءه لكنه ضحك ضحكة طويلة ثم هتف
ثم أخرج شيئا من وراء ظهره وهو يهتف
هذا هو الكتاب الذي قمت بطردك بالأمس لأجله ومعه كل الكتب التي تحتاجينها لم أقصد إهانتك ظننتك فتاة لعوب مستهترة وأكره هذا الصنف من الفتيات أيمكنك أن تقبلي اعتذاري! فبكيت.
في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة كنت راضية عن الفقر والظروف والمړض كنت معجبة بكفاحي ومؤمنة أن هذه هي معركتي التي خلقني الله لأجلها وجاء المعيد وبدأ محاضرته قائلا
أحببت أن أشارككم جزء من قصتي.
في قرارة نفسي كنت أعلم أنه يخصني أنا بهذا الجزء أنه يقصدني أنا من بين ألف طالب فأحببت الحياة ورضيت عنها ما زال في هذه الدنيا أناس طيبون لا يبخلون بالكلمة الطيبة ولا يحبسون الاعتذار في صدورهم!
كيف حال بائعة اللبن!
قلت بخير.
أظن أنها لم تعد تخجل من عملها!
بل وتحبه إنه قدر الله كيف للمرء أن يكره قدر الله!
ومن دون مقدمات جلس على الأرض ببذلته الأنيقة إلى جانبي وتعالى صوته البيض والجبن واللبن .. من يريد الزجاجة بثلاثين جنيها!
في هذا اليوم أنهيت عملي باكرا بفضل تصرفاته الجميلة ولفت أنظار المشترين كيف لأنيق مثل هذا الشاب أن يبيع اللبن بسوق شعبي كهذا! وفي نفس اليوم بدأ المحاضرة بقوله
بالمناسبة نسيت أن أخبركم أنه يوما ما إلى جانب عملي كسائق أو عامل باليومية أو سباك عملت بائعا للبن!
أين ذهب عادل وأين ذهبت والدته!
الحمد لله أن عادل قد
تخلى عني من البداية والحمد لله أنني طردت من الجامعة الحمد لله على فقري وممتنة جدا جدا لوظيفة بائعة اللبن كل هذه الصعاب جذبتني من عنقي رغما عني لتضعني في طريق الرجل الصحيح
اذا اتممت القراءة لا تبخل بوضع اعجاب والتعليق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم