قصة علياء والمجهول
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة من أجمل القصص استمتعت بها وأبكتني في وقت واحد
فشاركتكم إياها
اسمي علياء لكنني في الحقيقة متواضعة في كل شيء فكما يقول الناس لا مال ولا جمال ولا حسب أو نسب أبي رجل بسيط يعمل سائقا على إحدى عربات الأجرة التي لم يكن يملكها لكنه كان يقتسم العائد المادي مع صاحب العربة في نهاية كل يوم أبي رجل طيب وأمي كذلك امرأة ريفية مكافحة وشريفة تقف مع زوجها جنبا إلى جنب تجمع اللبن والبيض من نساء القرية كل مساء وفي الصباح الباكر تذهب إلى المدينة كي تبيعه لأهل المدن منهم من يمنحها جنيها زائدا عن حقها ومنهم قليل الذوق شحيح الكرم الذي يقطع أنفاسها في محاولة تقليل الثمن جنيه أو جنيهين غير مقدر لما تعانيه هذه المسكينة من شظف العيش وتدني المستوى.
يوما ما ومن دون سابق إنذار تعرض أبي لحاډث فظيع كانت ضحيته روحه الطاهرة ومن دون مقدمات تركنا أبي دون وداع أو استعداد للحياة من دونه لم تحتمل أمي الصدمة وأصيبت بالشلل التام وفجأة وجدت نفسي أمام المدفع وأصبحت العائل الوحيد لأسرتي لأمي المړيضة ولأخي الصغير ولنفسي.
بعد يومين كنت أفترش أرض السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطع الجبن والقليل من البيض وبحجري كتاب عنوانه الإحصاء التطبيقي يشرد بصري بين سطوره أقرأ الكلمات ولا أعي منها شيئا!
وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا
قالت إنها لن تقبل أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن!
قلت له في صدمة وبصوت مبحوح
وما الذي يعيب بائعة اللبن! إنها تكافح من أجل أخيها اليتيم ووالدتها المړيضة!
لم يرد ولاني ظهره وانصرف بكيت في هذا اليوم كما لم أبك من قبل لعنت الظروف والفقر والمړض في الحقيقة كنت أتحمل رحيل أبي أما رحيل عادل كنت أضعف من أن أتحمله!
بعد هذه الحاډثة بأسبوع تم طردي