الخميس 26 ديسمبر 2024

ست حقيقية

انت في الصفحة 5 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

صاحب الصوت ليجده أحد أصدقاء والده رحمه الله و من كبار عائلته
وقف أمامه ينظر إليه بإحترام ليقول الرجل مباشرة دون حتى إلقاء السلام
مش ناوى تتجوز يا رمزى و نشوفلك حته عيل من صلبك
قطب رمزى حاجبيه بضيق و قال بهدوء
ما أنا متجوز يا عمى و ربنا يباركلى فيها
جوازة الشوم و الندامة لا و أنت مش شايف نفسك 
مش عارف عندك كام سنة دلوقتى هتستنا أيه و لأمتى
قال الرجل كلماته بصوت عالى مقاطع كلمات رمزى التى توحشت نظراته و ضړب الأرض بعصاته و قال
جوازي و مراتى و إن ربنا يرزقنى بالخلفه أو لأ أمر يخصني أنا بس محدش له دخل بيه
ثم أقترب خطوتان من الرجل و أنحنى يهمس أمام وجهه و قال
هو العيل ده هيشيل أسمك أنت و لا أسمى أنا
شعر الرجل ببعض التوتر و القلق و قال بصوت مرتعش
أسمك أنت
يبقا أنت بتتكلم بصفتك أيه 
قالها رمزى و هو يعود ليقف باعتدال و عاد يضرب الأرض بعصاته و قال
خليك فى حالك و بدل ما أنت شاغل نفسك بخلفتى روح شوف إبنك بيعمل أيه و لمه من الكباريهات
و تحرك خطوتان ليعود بنظره إلى العمال بالأرض و أعطى ظهره للرجل الذى رحل دون كلمة أخرى و بعد عدة ثوان نفخ رمزى الهواء الذى بصدره بقوه و هو ينظر إلى السماء و ردد
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
عاد إلى المنزل و على وجهه إبتسامته التى ترتسم من تلقاء نفسها حين يراها تجلس فى بهو المنزل تتابع لعب أطفال تلك الخادمة التى تعمل لديهم
يعلم ما بداخلها و لا يقل ألم قلبه عن ألم قلبها لكنه يثق فى قضاء الله و يرضى به
أقترب منها و هو يضرب الأرض بعصاته لتنظر إليه بابتسامتها التى تجعل قلبه يضرب بقوه و كأنه شاب صغير يقع فى الحب لأول مرة
وقفت تستقبله ليقترب منها و هو يقول بصوت هامس
وحشتيني
لتتلون وجنتيها بالأحمر القانى خجلا ليتوجه هو إلى السلم صاعدا إلى غرفتهم
لتلحق به و هى تقول
أخبار الأرض أيه 
كلها خير و الحمد لله و شكل هدية السنادى هتكون غالية اوووى
قال ذلك بصوت يحمل الكثير من المرح لتربت هى على كتفه و قالت بصدق
ربنا ما يحرمنى منك يا رمزى ربنا يقدرنى و أسعدك و أقدر أحقق لك إللى بتحلم بيه
أنتهت كلماتها على باب غرفتهم ليمسك يدها يدخلها إلى الغرفة و أغلق الباب و نظر إليها بعتاب و قال
وجودك فى حياتى نعمة كبيرة من ربنا و لازم أشكره عليها ليل نهار أى حاجه تانية كله بأوانه و كله نصيب
كانت تنظر إليه و الدموع تتجمع فى عيونها لينحنى يقبل عينيها بحب يمسح تلك الدمعات فى نفس اللحظة التى سقطت عبائته أرضا
أبتعد عنها ينظر إليها بابتسامة عاشق ولهان لتلك الأمرأة التى ملكت قلبه و سكنت روحه
ثم أخرجت له جلباب مريح و توجهت إليه كان هو قد خلع حذائه و جلبابه و دلف إلى الحمام و حين خرج وجدها تقف أمامه و بين يديها الجلباب أخذه منها لتقول و هى تغادر الغرفة
عشر دقايق و الأكل يكون جاهز
و أغلقت الباب خلفها ليعود يردد من جديد و هو يضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة
إنك سميع الدعاء
الفصل الثالث 
تقف داخل الغرفة التى ستشهد على مۏتها بعد لحظات الغرفة التى ستجمعها بأكثر إنسان تكرهه فى تلك الحياة كانت تعلم جيدا ما ستراه معه و ما ستمر به من ذل و هوان و معاملة سيئة و قاسېة تعلم جيدا أن القادم فى حياتها أسوء بكثير من كل ما مر بها سابقا و أن أصلان سيتفنن فى محاولاته لكسرها
كانت الثوان و الدقائق تمر عليها بطيئة و مخيفة و كيف ستمر على من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام
من يرى لحظات حياته الأخيرة
لأول مرة تفكر هل الأنسان فى لحظاته الأخيرة يفكر فى التوبة أو يفكر فى إنتهاز تلك اللحظات فى شىء سعيد و مميز و لكن متى كان هناك فرصة للمحكوم عليهم بالمۏت بالعودة إلى الحياة و لو للحظات عله يجد مهرب و أيضا ما هو خطأها الكبير حتى تتوب منه بما أذنبت و كيف يكون كونها فتاة ذنب من الأساس
مبروك ياااا 
صمت ثم أقترب خطوة أخرى و قال
مش قادر أقولها أصل انت مينفعش تكونى عروسه
ظلت على وقفتها ليكمل هو
دلوقتى هتعرفى مقامك الحقيقى
ألتفتت إليه تنظر إلى عينيه بثقه و قالت
أنا عارفة مقامى كويس و عارفة قيمتى
يا أبن عمى
ليبتسم إبتسامة جانبية و رفع حاجبه الأيسر و هو يقول
أنت ملكيش قيمه أصلا أنت نكره أنت أتخلقتى مخصوص علشان تكونى طوع أمرى مكانك تحت رجلى كل أملك فى الدنيا أنك ترضينى و دلوقتى 
تراجعت خطوة للخلف من كم الكره و الحقد و الإهانة الواضحة التى تقطر من كلماته لتتسع إبتسامته و هو ينزع عنه جاكيت البدله 
لتتوقف تماما عن الحركة

انت في الصفحة 5 من 32 صفحات