قاضي الرحمة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قاضي الرحمة الذي أصبح حديث المحاكم المصرية .
فى إحدى الجلسات عرضت على القاضي هشام الشريف قضية اهتزت لإنسانيتها جنبات محكمة جنوب القاهرة
حين نودي على اسم المتهمة .
وكان لا يضع النساء داخل القفص .
وكانت تحاكم بچريمة تبديد لمبلغ في إيصال أمانة .
ودخلت المتهمة على المنصة .
وكانت فى أواخر الأربعينات من عمرها .
واللافت للنظر كان حالها الفقير وسألها القاضي الشريف أنت يا ست فلانة ما دفعتيش ال جنيه ليه للسيد فلان .
وبصوت أقرب للبكاء الخائڤ والمرتعش أجابته المسكينة بأن المبلغ ليس 7000 جنيه .
وإنما فى حقيقة الأمر هو 1000 كانت قد استدانت بهم نظير شراء بضاعة من السيد فلان التاجر ووالد الأستاذة المحامية الحاضرة فى الجلسة .
لكن حدث لها ظروف منعتها من السداد .
فيما رفض التاجر فلان الانتظار ورفع عليها الإيصال .
وفى تلك الأثناء الټفت القاضي الشريف للمحامية .
وسألها بأدب جم وهدووء
الكلام اللى الست بتقوله حقيقي .
فأنكرت المحامية معرفتها بالحقيقة.
فما كان من القاضي إلا أن نظر إلى المتهمة وسألها عن حالها . وعلم أنها أرملة وتعمل لتربية بناتها الثلاثة فنظر لها وقال هتتحل إن شاء الله .
وقبل أن يدخل القاضي الشريف غرفة المداولة .
وجه كلامه للمحامين وقال
أنا أعلم أنكم أصحاب فضل ومروءة .
ولن تتأخروا عن فعل المعروف .
وأخرج منديلا كان فى جيبه .
ووضعه على المنصة .
وأشار إلى الحاجب .
ثم أخرج من جيبه مبلغا وقال