العجوز وكيلو الطحين

حضرت هذه السيدة العجوز إلى المحكمة .. وهي مقيدة اليدين ثم دخلت إلى المحكمة بعد فك قيدها لتحضر الجلسة الأخيرة للحكم عليها .
كانت هذه السيدة قد اتهمت بسړقة كيلوا من الطحين لأنها كانت جائعة ولا تملك دينارا واحدا تسد بها جوعها . وأصر صاحب المحل التي سړقت منه أن تحال للقضاء لتكون عبرة لغيرها ...
. القانون لا يستثني أي أحد .. 

عند بداية قراءة الحكم .. وقف القاضي على قدميه .. وأرخى رأسه ونظر إلى الأرض وقال في خشوع وهو يبكي .. سامحيني يا أماه .. لم أستطع إيجاد استثناء واحد في القانون .. ويجب أن أرى الناس سواسية ..
سامحيني يا أماه فلقد حكمت عليك بناء على المادة (رقم وتاريخ) .. بالسجن سنتين ونصف وارتفعت أصوات الناس بالصړاخ والبكاء في المحكمة .. فطرق القاضي مطرقته الخشبية وأمرهم بسماع الحكم حتى النهاية .. وغرامة مليون دينار نقدا يطلق سراحك بعدها إذا استطعت السداد ...
ثم نزع طاقيته التي كان يلبسها .. وخرج من مكانه وأخرج محفظته وأخرج مليون دينار ووضعها في المحفظة .. ورفع صوته في المحكمة .. وقال حكمت أيضا على كل من في القاعة بإخراج 50 ألف دينار فورا ووضعها في هذه الطاقية ..
كيف تجوع عجوزا كهذه في قريتكم ولا تعلمون عنها .. ولو كان بيدي لحكمت على كل أهل المدينة بغرامة نقدية بسبب وقوف عجوز كبيرة أمامي پتهمة السړقة بسبب الجوع ....