الأربعاء 25 ديسمبر 2024

يزن وأمنية حكاية رائعة

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

_يووه مردتش من أول مره معناها إني مش فاضي يا أمنيه أيه الزن ده! هكلمك بعدين.
_يزن ان...
استمعت لصوت إعلان إغلاق الخط فتمتمت بحسره
_بلاش تخذلني المره دي بالذات يا يزن.
كتمت أنفاسها بړعب وهي تتابع صوت اقتراب الخطوات منها وضعت كفيها فوق فمها تكتم أي صوت قد يصدر منها وهي تري هذا الملثم الذي اقتحم عليها شقتها الواسعه بعد خروج زوجها يزن لشركته نظرت تطالع ظهره وهي تراه قناع يغطي وجهه.. أغمضت عيناها تدعو بخفوت أن ينقذها الله

_يارب مليش غيرك يارب تحميني يارب...
ارتجفت أوصالها حينما التف فجأه وكأنه شعر بها خلفه أغمضت عيناها تنتظر مصيرها المحتوم وكل ذره بها تنتفض ړعبا صړخت بفزع حينما وجدته يطيح بالمقعد التي تستتر خلفه.
وقفت في مواجهته وساقيها لا تحملها حينما تمتم هو بشړ
_كنت جاي أخلص مهمتي وأمشي بس مكنتش أعرف إني هقابل عقبه.
قالت بارتجاف
_أنت جاي تسرق صح خود اللي أنت عاوزه وامشي.
_تؤ للأسف مينفعش أنت شوفتيني وده خطړ.
_أنا مشفتكش أنا معرفش شكلك حتي يعني مش هأذيك.
حك وجنته بيده اليسري مفكرا قبل أن يقول
_ماشي مش هموتك بس أكيد مش همشي من غير ما أسيبلك تذاكر.
رفع يصدم رأسها به لتتأوه بصوت مسموع قبل أن تسقط أرضا.
أنهي ما جاء ليأخذه من أوراق واتجه سريعا للخروج مثلما دلف..
_كملي يا دينا أيه اللي حصل بعدها
قالها يزن باهتمام وهو يطالع دينا الجالسه أمامه منذ أتي.
دينا هي صديقة طفولته وبنت صديقة والدته التي توافها الله منذ خمسة أعوام ومن حينها وأصبحت ك أخته الصغري ويسعي جاهدا كي لا تشعر بيتمها ووحدتها ولكن ما لم ينتبه له أن الأمر أتي علي حساب زوجته التي هاتفته تستغيث به ولكنه خذلها للمره التي لا تعلم عددها فقط يهتم بما تلقيه دينا علي مسمعه.
_بس فروحنا لعميد الكليه وخدت فصل.
_أحسن تستاهل لو مكنش ده حصل كنت جيت معاك بكره الكليه وعرفتهم شغلهم وبرضو كانت هتتفصل ازاي تتجرأ وتشتمك لا وتسرق مشروع تخرجك!
_اهو الموضوع انتهي يا يزن احسن والله قلبي ارتاح.
_الحمد لله يا حبيبتي.
حبيبتي هي فقط كلمه اعتياديه يقولها لها من باب التودد لكن تلك الكلمه تفعل بها الافاعيل.
_ الحمد لله يا زيزو.. كلم أمنيه شوفها كانت عاوزه أيه مكنش ليك حق تقفل كده قبل ما تسمعها افرض في حاجه مهمه.
قالتها بأسف مصطنع وهي في قمة سعادتها أنه ترك أمنيه من أجلها.. تعلم كم يعشق غريمتها وهذا ما يشعل قلبها بنيران الغيره ولكن تلاحظ أيضا أنها المسيطره علي معظم وقته وتلاحظ الفجوه التي خلقت بين يزن وأمنيه حتي وإن كان يزن نفسه لا يلاحظ.
_هيكون ايه مهم انا لسه سايبها من ساعه يعني اكيد لو حاجه مهمه كانت قلتها وانا في البيت! يمكن كانت عاوزاني اجيب حاجه وانا راجع.
اخرج هاتفه يتصل بها مره اثنان ثلاثه لا تجيب وهذا أمر غير معتاد لا يعلم لما ولكن ساوره القلق فهاتف أخيه الذي يسكن مع والدته في الدور الأول من المنزل بينما يزن في الثالث ودينا في الثاني حيث انتقلت بعد ۏفاة والدتها اخبره ان يصعد ليخبرها ان تجيبه
صعد عادل اخيه ليجد باب الشقه مفتوح قليلا دلف ينادي عليها بحذر ولكن لا مجيب اخذ يبحث في ارجاء الشقه حتي انتبه لباب غرفة الضيوف مفتوح عكس باقي الغرف اتجه له وبحث بعينيه شهق بفزع حينما رآها ملقاه أرضا والمقعد ملقي أرضا علي جانبه
_أمنيه أمنيه ردي عليا يا نهار مش فايت...
ركض سريعا لأسفل يخبر والدته التي صعدت بالمصعد سريعا للأعلي ودلفت لها صړخت حين وجدتها هكذا..
_عادل اطلب الاسعاف بسرعه.
لا يعرفون متي وصلوا للمستشفي وقفوا خارج الغرفه بقلق ينتظرون الطبيب
_طمني يا دكتور.
قالتها سلوي بلهفه..
_اطمنوا خدت كام غرزه في رأسها بس دي ضربه مقصوده مش وقعه ولازم نحرر محضر وكمان هننتظر تفوق عشان نتأكد إن الخبطه مأثرتش علي مركز حس عندها.
ذهب من أمامهم فتذكر عادل أخيه أخيرا فأخرج هاتفه ليحادثه..
_بتعمل أيه يا عادل
_هرن علي يزن يا ماما أعرفه.
_هو رن عليك يسألك مردتش عليه ليه رن عليك يسألك لاقيتها وقولتلها ترد عليه ولا لأ
_أكيد اتشغل يا ماما.
_يبقي خليه مشغول مترنش عليه رن علي أخوها.
قالتها والدته پحده فرد عادل بتوتر
_ماما بلاش تكبري الموضوع ا...
_أنت تعمل اللي بقول عليه وأنت ساكت.
زفر بضيق قائلا بحنق
_حاضر هرن علي أكرم ييجي حاجه تانيه
_آه لو أخوك رن متردش عليه وكلامي يتسمع.
ضړب كف بالآخر ولكن رد بخضوع فهو يعلم عناد والدته 
_حاضر حاضر..
نظر في ساعته فوجدها قد قاربت علي ميعاد الاجتماع المقرر عقده الآن فقط انتبه انه قد مر ساعه كامله ولم يرد عليه أخيه ولم تعاود أمنيه بمحادثته قطب جابينه وكاد يرفع هاتفه يطلب رقمها حين دلفت السكرتيره تخبره بقدوم الوفد المنتظر ترك الهاتف وذهب لغرفة الاجتماعات
_آآآه..
_أمنيه سمعاني يا حبيبتي..
فتحت عيناها بضعف وخوف
من أن يكون ذلك الشخص مازال أمامها وجدت وجه والدة زوجها فبلعت ريقها بهدوء وقالت سريعا بدموع 
_أنا اا عاوزه أكرم عاوزه أخويا..
حزنت سلوي علي حالتها وفهمت أنها تحتاج لمن يطمئنها فهتفت بتهدأه
_اهدي يا حبيبتي أكرم جاي و...
لم تكمل حديثها حين انفتح الباب واندفع أخيها الأكبر منه.. أكرم أخيها الذي قارب علي الثلاثين ويكبرها بسبع سنوات فهي بمثابة ابنته..
_أكرم!
قالتها پبكاء فاندفع لها يحتضنها بزعر وقد جفت الډماء من عروقه حينما علم بوجودها بالمستشفى.
_حبيبتي أنتي كويسه ياعمري.
هزت رأسها واكتفت بذلك تخبأ نفسها في أحضان أخيها تلتمس الأمان المفقود ..
ثلاث ساعات مرت وهو بالاجتماع حتي أرهق تماما نظر في الساعه وجدها قاربت علي السابعه مساء ذهب لمكتبه لكي يأخذ أشيائه ويذهب يكفي عمل اليوم ..بعد فتره وصل لمنزله وهو يتوعد لها لعدم ردها عليه ولأخيه أيضا.. صعد فورا لشقته فوجد بابها مفتوح انتابه قلق حول الأمر ودلف يبحث عنها ولكن لم يجدها.. تسمرت قدماه حينما رأي تلك البقعه المتجمده للدماء تحتل أرضيه الغرفه والمقعد الواقع جوارها..شعر بدماء عروقه تتجمد حال تلك البقعه وهتف بخفوت ضائع 
_أمنيه!
لثوان توقف العالم من حوله وهو يفكر لمن هذه الډماء! وحينما يأتي بباله إمكانية كونها لها تتخبط أفكار بشعه في رأسه وجميعها نتائجها أبشع.. أخذ فتره حتي استطاع أن يتحرك فنزل سريعا لشقة والدته ولكن لم يجد بها أحد أخرج هاتفه ودق لأخيه ولم يجيبه بدأت أعصابه ټنهار وهو لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا حدث لهم.. ساعتان مروا وهو كمن يجلس علي جمر لهب يحاول الوصول لأيا منهم ولم يستطع حتي أنه بقي في حديقه المنزل ينتظر قدوم أحدهم وها هم بعد ساعتان وقد تلفت أعصابه بالفعل يري دلوف سيارة أخيه لفناء المنزل.. ترجل عادل وسلوي واتجه هو لهم سريعا يردد بعصبيه 
_انتوا كنتوا فين ومبتردوش عليا ليه
نظر له عادل بصمت في حين ردت سلوي ببرود
_كنا في المستشفى وأكيد مش هنفضي نرد علي سعادتك في ظروف زي دي..
_ أمنيه فين
قالها بقلق بالغ وهو لا يراها معهم..
_ مع أخوها متقلقش.
_مع أخوها ازاي يعني
_روحت بيتهم يا يزن ايه اللي مش مفهوم!
_وتروح مع أخوها ليه مجتش معاكوا ليه وازاي تروح معاه من غير ماتعرفوني وايه اللي حصلها
رد عادل بهدوء
_خلينا ندخل جوه يا يزن الجو برد وهنحكيلك اللي حصل.
هتف بعصبيه أكبر
_مش هتحرك غير لما اعرف ايه اللي حصل..
_متعليش صوتك وأنا واقفه عاوز تعرف ايه اللي حصل! ماشي هقولك اللي حصل ان في حرامي دخل شقتك وخبط مراتك علي راسها لما شافها ولما اخوك طلع لها لاقها واقعه وراسها پتنزف خدناها علي المستشفي واول ما فاقت طلبت اخوها ولما جه قالتله انها عاوزه تروح معاه مش عاوزه ترجع الشقه واضح انها كانت خاېفه ترجع تاني بعد اللي حصل.. بس روحوا البيت واحنا روحنا معاهم اطمنا عليها وخدت ادويتها ونامت وأكرم قال انه مش هيسبها وهينام معاها عشان لو صحيت بليل متخافش لما تلاقي نفسها لوحدها أكيد اللي حصلها مش سهل.
قطب حاجبيه بضيق بالغ وهو يستمع لحديث والدته وقال بعدما انتهت
_وأكرم يبات معاها ليه اومال أنا روحت فين ان شاء الله!
_أكرم ملوش دعوه هي اللي طلبت تروح بيتهم وهي اللي فضلت متعلقه فيه وكأنها بطمن نفسها بوجوده.
_انا مش فاهم كلامك! يعني لو انا اللي كنت معاها وجودي مكنش هيفرق! مكنتش قادر اطمنها يعني ولا ايه! حتي لو رجعت الشقه هنا مكنتش هقدر اعمل ده!
نظرت له والدته بجمود وقالت
_لما أكرم قالها مش عاوزه تروحي ليه قالتله هخاف افضل في الشقه لوحدي قولتلها تيجي تبات عندي بس اللي هي اتحرجت تقوله انها هتخاف تفضل حتي في اوضه لوحدها فرفضت.
_شقه ايه واوضة ايه اللي هتبقي فيها لوحدها اومال انا روحت فين!
_والله اسأل نفسك متسألنيش أنا.
_هو في ايه يا ماما أنت بتكلميني وكأني مذنب لي
_ كنت فين من لما كلمت اخوك تسأل عنها! مكلمتوش غير بعدها ب٤ ساعات!
_كان عندي اجتماع و....
_ماشي خليك بقي في اجتماعاتك وسيبها عند اخوها تروق اعصابها على الاقل أكرم قال هياخد اجازه يومين من الشغل ويقعد معاها وده اللي انت طبعا مش هتعرف تعمله والصبح كنت هتسيبها وتمشي عادي وهي عارفه ده عشان كده مرضيتش ترجع.
_هو انتوا بتحاسبوني علي شغلي! هو انا ببقي سهران مع صحابي ده انا في شغل!
_قولتلك متعليش صوتك يا يزن قدامي ثم محدش طلب منك تشتغل معظم الوقت وانت صاحب الشركه يعني تقدر تقسم وقتك بس انت اللي بتفضل شغلك علي اي حاجه رغم انك بتلاقي وقت لغيرها!
_غيرها مين
_اسأل نفسك انا داخله اخد الدواء وأنام يلا يا عادل.
_أنا هروح اجيبها.
قالها يزن وهو يتجه لسيارته ولكن وقف علي صوت والدته
_متروحش هي نايمه دلوقتي محتاجه راحه وأكرم مش هيرضي تاخدها وهي طلبت منه تفضل معاه خليك لبكره ابقي روح.
التف پغضب يردد
_علي فكره
دي مراتي ومن حقي اطمن عليها على الأقل!
_مرواحك ملوش لازمه يا يزن خليك لبكره مش هتعرف تشوفها دلوقتي وبلاش عشان متشدش مع أكرم وانتوا علي طول واقفين لبعض علي الواحده.
والحقيقه أن يزن هو من يفتعل دوما المشاكل مع أكرم ليس سوي لضيقه منه بسبب قربه الشديد لزوجته حيث صور له عقله أن أخيها أقرب لها منه وتهتم له أكثر منه وكان يتقبل هذا نوعا ما أثناء خطبتهم لكن بعد الزواج أصبح لا يطيق الأمر فمعظم الوقت تحادث أخيها ودوما تتحدث عنه وكأنها تعرف سير يومه بالتفصيل دفعته غيرته للنقم علي أكرم ولكن لم يفكر أنها تفعل هذا لأنها لا تجده بجوارها وإن قللت حديثها مع أخيها لن تجد من تحدثه ولن تجد ما تشغل به وقتها فدوما
يزن

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات