قصة سيف ومنة شيقة جدا
الحركة
أحمد ينادي بصوت عال
ياللا يا برنسيسة هنتأخر كدا مش معقول أبقى أنا المدير وأتاخر شكلك من أولها هتجيبي لي الكلام
اتجهت اليه منة في خطوات سريعة مجيبة بلهجة واثقة
مين دا ان ما كونتش أخليك تاخد بونط عن باقية مثلث برمودا بتاعكم دا مابقاش أنا هخليهم يقولوا لك جبتها منين دي يا أبو حميد
بس بس بس ايه راديو واتفتح اما نشوف يا ختي يا ما انا خاېف اقول انا اللي جبت دا كلو لنفسي
نظرت اليه منة بنصف عين واضعة يدها في منتصف خصرها مجيبة
والله احنا لسه فيها وان كنت ناسي أفكرك انت اللي عرضت عليا انى اشتغل معكم ومش بس كدا انت كنت هتبوس الايادي كمان ان بابا ما يكلمش عمو فخري صح ولا بتبلا عليك
انتو مش هتكبروا ابدا
قال احمد وهو يدفع شقيقته المشاغبة خارجا
مين دي اللي تكبر بنتك دا انا بيتهيألي ان طفلة اربع سنين ممكن تكبر الا دي سلام عليكم يا ماما
ردت أمهما السلام وهى ترفع يديها داعية الله يوفقهما ويحفظهما لها
ياللا يا ام محمود شهلي شوية عاوزاكي تنزلي تيجيبي الطلبات اللي قلت لك عليها بسرعه على ما انا اجهز حاجة الغدا انت عارفة الأستاذ عبد العظيم بييجي 3 بالظبط تظبطي عليه الساعة
اتجهت ام محمود الى الباب وهى تنزل أكمامها المرفوعة توميء برأسها بالايجاب بينما يتبعها صوت عواطف يقول
عبد العظيم الأب موجه أول لغة عربية رجل وقور محترم من عائلة عريقة تمتد أصولها الى الريف المصري ولكن عائلته سكنت المدينة منذ زمن طويل يملك قطعة أرض هي ميراثه عن والده في بلده الريفي يرعاها شقيقه الذي يعيش هناك مع عائلته كما تعيش شقيقته في بلدتهما مع زوجها وعائلتها الصغيرة وشقيقة اخرى تعيش في الخليج مع زوجها واسرتها
لشقة كبيرة حيث لاحظت ثلاثة أبواب تقدم أحمد مشيرا الى أول باب الى اليمين قائلا
دا مكتب الموظفين اللي معنا هعرفك عليهم دلوقتي والباب التاني دا مكتبي أنا وعمر والباب الأخير اللي في الوش يبقى مكتب الاستاذ سيف
قطبت منة متسائلة
وايش معنى سيف صاحبك مكتبه لوحده
احمد بتلقائية
طبيعي سيف هو المهندس المسؤول هنا صحيح المكتب انا وهو وعمر شركا فيه لكن هو اكبر مننا سواء في السن اكبر مننا بتلات سنين وسواء في الخبرة عنده خبرة اكتر مننا بكتير وبعدين هو مش غريب دا ابن خالة عمر فبالنسبة لنا عادي وكويس انه وافق يشاركنا سيف عنده خبرة كويسة اوي وعمل علاقات في السوق مش بطالة
هزت منة برأسها ايجابا ولم تعقب أشار اليها احمد لتتقدمه حيث دخلا الى غرفة الموظفين فطالعتهما زوجين من الأعين اشار اليهما احمد مبتسما
المهندسة سحر زميلتنا هنا ودفعتنا في الكلية مهندسة انشاءات تقدمت اليها منة مصافحة وقد شعرت بالراحة اليها فوجهها تعتليه براءة طفولية محببة كما انه غير متكلف خال من أي زينة وملابسها بسيطة بعيدة كل البعد عن البهرجة وشعرها القصير الذي يصل حدود أذنيها يكسبها مسحة من الجمال البريء مع عينيها الواسعتين بلونهما البندقي
أكمل احمد التعريف مشيرا الى الأخرى قائلا
المهندسة ايناس مهندسة كمبيوتر وأوتو كاد وحاجات كتيرة اوى هتلخبط لك دماغك من الاخر مهندسة تصميم ما حصلتش
اتجهت ايناس للسلام على منة وقد احمرت وجنتيها لمدح أحمد لها مما لفت نظر منة التى نقلت نظراتها بينهما هما الاثنين لتشاهد لمحة خاطفة من حنان عبرت وجه اخيها سريعا ولكن لم تكن لتفوتها ولكنها عذرت شقيقها في اعجابه الملاحظ بها فهي كالنسمة الهادئة التى تشعر بها لتريح اعصابك بعينيها العسليتين كبحر من العسل المصفى وبشرتها القمحية وشعرها الطويل نسبيا الذي يصل نهاية اكتافها بلونه الشوكولاتة الجذاب ولم تكن متكلفة ايضا لا في زينتها او ثيابها
قالت ايناس بخفر
ما تبالغش يا باش مهندس نورتينا يا
ضحكت منة مجيبة وهى تصافحها
منة مهندسة ديكور وأخت الباش مهندس
رحب الجميع بها وفجأة فاح في الهواء رائحة عطر ثقيل جعلت منة تنظر مشدوهه لتلاحظ سحر
ترنو ببصرها الى شيء خلفها فاستدارت لتطالعها صورة من عارضة ازياء خرجت حديثا من مجلة للموضة والجمال
احمد بجدية استغربتها منة
نشوى سكرتيرة المكتب او مديرة المكتب زي ما بتحب تقول
اجابت نشوى في غنج لم تستسغه منة
تقدري تقولي الكل في الكل من غيري المكتب يتلخبط انا اللي بظبط مواعيد العملا والطلبات اللي بتجيلنا وكل الشغل الاداري عليا انا لوحدي ابقى اهم واحده ولا لأ
انهت عبارتها وهى ترنو لأحمد بدلال مقزز جعل منة ترغب بلكمها على أنفها المرتفع عاليا عله ينزل الى الاسفل قليلا
فحصتها منة بنظراتها بدءا من شعرها الاشقر المصبوغ مرورا ببشرتها البيضاء الخالية من العيوب مرورا بجسدها المثالي حتى اصابع قدميها الظاهرين من فتحت حذاءها ذو الكعب المرتفع جدا والمطلية بلون احمر قان كما اظافر يديها بينما طالعتها نشوى بنظرات زرقاء مغرورة
همست منة في سرها
اتحدى انه عينيكي عيرة تمام كدا زي شعرك وربنا يستر ما يكونش فيه حاجات تانية عيرة
مالت على احمد هامسة له فلم يسمعها سواه
انت قلت لي هشتغل في مكتب مع موظفين عاديين زيينا كدا اقدر اعرف الساحرة الشريرة اللي واكله ولادها دي على الصبح بتعمل هنا ايه في اشارة منها الى اللون الاحمر الفاقع الذي تطلي به شفتيها قاطعته قبل ان يقوم بالرد عليها متابعة
آه بس فهمت جايبينها تخوفوا بيها الزباين صح
كتم احمد ضحكته بصعوبة ونظر اليها نظرة زاجرة بعينيه وقال بخفوت مصطنع الجدية
منة بقولك ايه ابعدي عن دي خالص انا مش ناقص وش خليكي مع سحر وايناس ونشوى ابعدي عنها انا ماليش دعوه علشان ما تجيش تشتكي بعد كدا
منة بحنق هامس
مين دي اللي تشتكي أنا لا معلهش يا استاذ اختك عندها المقدرة بعون الله انها تحط كل واحد في حجمه الطبيعي ولو عاوزني اخليهالك ماشية والعه والدخان طالع من ودانها ومناخيرها كدا ولا يهمك أنا لها واشارت لنفسها بثقة
اجاب احمد پذعر فهو يعلم شقيقته تماما ومقدرتها على حړق ډم من
يقف امامها وهى ببرود ثلاجة
لالالا الطيب احسن ابعدي عنها وخلاص مش عاوز عمر أو سيف يتضايقوا هي يمكن مغرورة شوية انما شاطرة وممشية المكتب زي الساعه
قاطع استرسالهما صوت ضاحك
ايه يا عم وانا ماليش في المعرفة جانب ولا ايه
تقدم عمر بوجهه البشوش الضاحك من احمد الذي خبط بيده على ظهره بمرح قائلا
ودا طبعا عمر باشا انت عارفاه
قالت منة ولم يصافحها عمر فهو يعلم انها لا تصافح رجال من المرات القليلة التي شاهدها فيها لدى زيارة احمد وكان نادرا ما يزوره فأحمد على قدر مرحه ولكنه غيور جدا ولم يكن يدعو احد من اصدقائه لزيارته بالمنزل حيث والدته وشقيقته ولكن كان عمر يصادفها لدى مروره على احمد في أمر طاريء
قالت منة بابتسامة صغيرة فمرحها مقتصر فقط مع شقيقها وصديقاتها ولكن ليس مع أي زميل مهما بلغت درجة معرفتها به
اهلا وسهلا يا عمر اتشرفنا
مال احمد على عمر هامسا بتساؤل وصل اسماع منة القريبة منهما
هو البوس لسه ما وصلش ولا ايه
عمر بتلقائية
انت عارف انه مسافر البلد علشان والده تعبان وبعدين خلينا يا عم نشم نفسنا شوية دا ميعرفش حاجه في حياته غير العمل فالعمل ثم العمل
فهمت منة ان الحديث الدائر يخص الغائب والذي بالتأكيد لن يكون سوى سيف
في وقت لاحق وبعد استقرار منة في المكتب مع زميلاتها سحر وايناس وذهاب احمد الى مكتبه مع عمر كانت منة تقوم برسم لديكور غرفة اطفال في تدريب لها كما سبق واتفق معها شقيقها ان الفترة الاولى ستكون بمثابة تدريب لها حتى تعلم تماما كيفية سير العمل أرادت منة الاستفسار عن بعض الامور ولكنها وجدت كل من سحر وايناس منخرط في عمله ففضلت التوجه الى شقيقها لسؤاله قائلة في سرها
ماليش غيرك يا ابو حميد ثم استأذنت زميلاتها وخرجت متجهة الى مكتب اخيها كانت قد صادفت عمر في طريقها وهو يتجه خارجا من المكتب فعلمت ان شقيقها بمفرده هناك فدخلت بمرحها المعهود قائلة
معلهش يا حمادة هعطلك شوية ممك
لتبتر عبارتها عندما طالعتها هيئة طويلة من الخلف وجسم رياضي قطبت باستغراب هامسة بصوت مسموع
أحمد انت ايه اللي طولك كدا ايه حطوك في الردة ولا ايه
لتشهق عاليا ما ان الټفت هذا الجسد الضخم الذي كان موليا اياها ظهره قائلا بفكاهة
لا معندناش ردة هنا
نظرت مشدوهة الى هذا الوجه الرجولي الشديد الجاذبية الماثل امامها قد لا يكون وسيما بالمعنى المفهوم للكلمة ولكن هناك جاذبية رجولية فجة تنضح منه تجبر من حوله على الالتفات اليه كان يطالعها بنظرات سوداء عميقة كبحر عميق في ليل حالك السواد بينما هناك خصلة سوداء شاردة تغفو على جبينه العريض تستفز من يراها كي يعيدها مكانها الى اعلى مع باقي الخصلات وانف طويل شامخ يعلو فم حازم