الخميس 26 ديسمبر 2024

ست حقيقية

انت في الصفحة 2 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

و لن تنسى كلماتها
أنا بكرهك أنا مش عايزك تعيشى معانا فى البيت أنت عار 
كلمات سمعتها من قبل و لكن على لسان جدها و من وقتها لم تشعر يوما أنها فى بيتها لم تشعر بالسعادة يوما أو الأمان و فى كل مره تقف فيها بين يد الله تدعوه أن يرحمها مما هى فيه و لكن من الواضح أن لحياتها سبب حتى لو كان العڈاب يغلفها و لله الأمر من قبل و من بعد
مر الوقت و قد أنتهت من كل شيء و الرجال تتوافد الأن كما العادة فى المواقف المشابهه و حضرت أيضا بعض الفتيات لتساعدها فى تقديم الطعام فهي بمفردها لا تستطيع تلبيه كافة الطلابات على كل تلك الطاولات أخذت نفس عميق و هى تحاول تجنب عقلها التفكير فى كرهها لأصلان و أمنيتها الكبيرة فى وضع سم الفئران له بدل من الملح أو السكر لكنها تخاف الله و تعلم جيدا أنه لن يضيعها لن يظلمها فرب الخير لا يأتى إلا بالخير
فى تلك اللحظه علت أصوات السيارات و هتاف الرجال يعلمها أن سجانها الجديد قد وصل يخبرها أن هناك قيد جديد ألتف حول عنقها و قيود جديدة تلتف حول قدميها و معصميها و كم تشعر به ېخنقها و يمنع وصول الهواء إلى صدرها خرجت من أفكارها على صوت إحدى الفتيات و هى تقول
أبن عمك جمر يا جدر
نظرت إليها قدر بأبتسامة جانبية ساخرة و قالت
اااه قمر قمر قاټل سجان وسيم شبه حراس المقاپر الفرعونية
أعتدلت فى وقفتها و قالت بصوت واضح و قوى
شهلوا يا بنات وجب وقت الغدا
و خلال ثلاث ساعات لم تتوقف أى منهم عن العمل من وضع الطعام ثم جمع الأطباق الفارغة و غسلهم و وضع أطباق الحلوى و الفاكهة و المشروبات الباردة و الساخنة عشر فتيات يقومن بعمل مئة رجل الرجال الذين يجلسون بالخارج دون شعور ولو بالشفقه على هؤلاء الفتيات على أقدامهم التى لم ترتاح لدقيقه و أيديهم و ظهورهم على معدتهم التى لم تتناول الطعام حتى الأن
و لكن من يسمع و من يرى من يشعر و القلوب تحجرت
بدء الرجال فى الرحيل و فى نفس الوقت بدأت الفتايات فى التنظيف توجه أصلان إلى غرفته و أكملت قدر تنظيف المطبخ و القاعة الكبيرة و الحديقة و ستترك باقى عمل المطبخ للغد بعد ما رحلت الفتيات
كانت تفكر أنه لم يهتم أن ينظر إلى وجهها هو لم يهتم أن يسأل عنها لا تعلم كيف لجدها أن يأمر بزواجها من أصلان الذى لا يكره أحد فى الكون كما يكرهها و لا تبغض هى إنسان على وجه الأرض كما تبغضة حتى والدها الذى تركها عالقه فى كل ذلك الألم بمفردها دون أن يهتم لم تكرهه يوما لأنها لو أستطاعت أن تفعل مثله لفعلت
توجهت إلى غرفتها تريد بعض الراحة و لكن هل وجود أصلان في البيت سيجعل الراحة إحدى أختياراتها حين مرت من أمام غرفته متوجهه إلى غرفتها الصغيرة
فتح الباب و طل منه بطوله الفارع و جسده الضخم أثر ممارسته الرياضة و ملامحه الخشنة التي رغم وسامتها إلا أنها تبغضها و تذكرها بذلك اليوم الذى وضع يديه حول عنقها و حاول قټلها و تلك الإبتسامة المستهينة و قت قرر أن يمنعها من إكمال دراستها كان مازال بملابسة كاملة و نفس النظرة المستهينة الكريهة و زاد كل ذلك حين سمعت صوته البغيض المليئ بالتعالى و الكبر
كنتي فين كل ده المفروض أفضل مستنيكى قد أيه 
ظلت تنظر إليه بصمت ثم قالت باندهاش و خوف أعتادت عليه
مستنينى ليه 
علشان تقلعيني 
قالها ببرود و غرور و تعالي و بأمر و كأن ما يقوله شيء عادى تراجعت خطوتان للخلف ليقول بأبتسامة أستخفاف
الجزمة مخك راح فين و لا صحيح هتجيبى المخ ده منين 
و تركها على وقفتها وعاد إلى الغرفة جلس فوق ذلك الكرسى الكبير ينظر أمامه و كأنه الحاكم بأمره أو سلطان عظيم و الجميع أسفل قدميه 
كان عقلها يحاول ترجمة ما حدث الأن لكنها لم تستطع إيجاد تفسير واحد غير أنها مجرد جارية خلقت فتاة
لتكون جارية لأبن عمها المغرور أغمضت عينيها و بدأت فى أخذ عدة أنفاس علها لا تبكى أمامه لتنتفض على صوته و هو يقول من جديد
هفضل مستني كتير 
لتفتح عيونها و تدلف إليه بأقدام متراخيه
تتمنى لو ټموت الأن أن يرحمها الله من كل ذلك لكن من الواضح أن هناك حكمه ما من بقائها فى هذا العڈاب القاټل
حين وصلت إليه و وقفت أمامه مد ساقه كأشارة لها أن تقوم بما قاله
نظرت إلى حذائه ثم إلى وجهه و أنحنت دون أن تحنى رأسها أمسكت حذائه تخلعه من قدمه و عيونها ثابته فى عينيه دون إنكسار و رغم أن قلبها يبكى و هو متحطم من إحساسه بالذل و الهوان إلا أن عيونها قوية و هذا أكثر

انت في الصفحة 2 من 32 صفحات