أصيل الشاذلي الجزء الأول
سألها عن ما حدث وقالت
تحت أمر حضرتك
أبعد مرمى بصره عن حافة الورق التي يقرأ فيها رفع عينيه عليها وقال بجمود
ياريت اللي شفته النهاردة مع الزبون مش يتكرر تاني وإلا هرفضك أنا مش عايز أقطع عيشك
كادت أن ترد عليه لكن هربت الكلمات من لسانها عند رؤيته ها هو الذي حدثت معه خلاف بسبب أبنها فقالت پصدمة
أنت أزاي هنا أنا قبلت
شريكي اللي قبلتبه ياريت تحترمي الزباين أتفضلي شوفي شغلك وده أخر إنذار ليك
ما عليها إلا الطاعة أجبرت على كل شيء منذ اللحظة التي وافقت فيها على زواج من سنان يليه اكتشافها لحقيقته دفعت الثمن مرات كثيرة ومازلت الستار الأسود هو لون حياتها والغبار و الأتربة مليئه به
........
أصدرت ضحكات عالية ممزوجة بسخرية وضعت يدها على خصرها وهي تنظر لها من رأسها حتى أخمص قدميها ردت عليها بثقة
أنا اللي مين ولا أنت
رمقتها بنظرات تعجب تناثر الڠضب منها لتصيح عاليا
هو فين البيه صاحب القصر اللي عامل فيها مؤدب
ظهر أصيل كالثور الهائج أمامها دون مقدمات ثم هدر پعنف
أنت بتزعقي كده ليه مش أنا قولت بحب الهدوء
بتحب الهدوء يا سلام خليك مع الهدوء وأمشي أنا وشوف حد غيري يشتغل
كادت أن ترحل لكنه مسك يدها بتلقائية أمعن بصره عليها بتحذير قال وهو يضغط على كل حرف من شدة الغيظ الذي احتل كيانه
بصي بقي أحنا أتفقنا وقولت لك على التعليمات المطلوبة منك واحترمت رأي باباكي لما قال مش هينفع تسبيه كل يوم لوحده ولازم تباتوا هنا متجيش دلوقتي تقولي مفيش شغل في إتفاق ما بينا
أنت أتجننت أزاي تمسك أيدي
صمتت لبرهة و أشارت إلي الفتاة الواقفة بجواره ثم أضافت قائلة
أنا عارفة ربنا مش زى أي واحدة من اللي
قطع حديثها لتتوقف عن استكمال حديثها ثم غمغم بقوة
دي مرام خطيبتي وياللي بتعرفي ربنا ده اسمه سوء الظن و سوء الظن غلط
تذكرت قول الله تعالي
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه مېتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم
سورة الحجرات
كست ملامحها بالندم رددت الاستغفار أكثر من لعل الله أن يسامحها على ما بذر منها بينما تدخل سعد في الحديث قائلا
خلاص يا ولاد أنا تعبان مش قادر أقف كل اللي حصل سوء تفاهم
أفسح أصيل المكان لكي يولجا للداخل وقال بنبرة عادية
أتفضل أقصد أتفضلوا
قوس فمه بابتسامة انتصار بينما رمته جوهرة بنظرات استحقار من داخلها قررت أن ترد صاع صاعين
......
فتحت فتاة باب الشقة بلهفة عندما شاهدته يمر من أمام باب الشقة ألقت نظرة عليه نظرة مليئة بالشغف والحب ألقت النداء عليه بابتسامة تتعري ثغرها لتظهر جمالها الهادي عضت على شفتيها السفلي بخجل صبغت وجنتيها باللون الأحمر حين نظرت إلي عينيه السمراء قائلة
عامل إيه يا حمزة
ارتسم ابتسامة مجاملة على ثغره ثم رد عليها
الحمد لله
اختصر الكلام عليها لم يسأل عليها لا يهم لمشاعرها أي شيء كانت تتمني أن يحدثها ويفتح معه المجال لكن الحياة لا تتم على هوانا لم تجد سوي فتح المجال معه لتشعره بوجودها قدر ما تستطع
أنت هتفضل عايش لوحدك كده علطول
لوح يده بعدم اهتمام عادت ذاكرته بالماضي منذ سنوات وهو يعيش بمفرده بعد ۏفاة والديه ولم يملك أخوه فقال بحزن نابع من صدره يستطيع أن يشبع العالم
تعود على الوحدة خلاص يا بسنت وبعرف أعمل كل حاجة لوحدي حتى الأكل
لمح طيف الحزن سيطر على ملامحها أراد أن ينتشلها لو بقدر قليل فأردف قائلا
ده من شطارتي في الأكل فتحت مطعم
اكتفت بكلمات قليلة بعد حديثه الذي قټلها في صدرها وفطر قلبها ببرود
ربنا يرزقك عن أذنك
.........
خرجت مرام من القصر فرش وجهها بقشر البرود بعد أن تخلصت من الوجه البرئ المتصنع صعدت سيارتها بسخط كادت أن تقود السيارة منعها صوت رنين الهاتف