انتي من حقي
انت في الصفحة 1 من 65 صفحات
مبروك يا سيدى جيد جدا زى كل سنه وانا طبعا مقبول زى كل سنه
ضحك فى سعادة كبيرة وهو يفرك كفيه فى بعضهما البعض قائلا الحمد لله أنا كده حطيت رجلى على أول سلمه
ضحكت دنيا بينما أقبلت عليهما فتاة أخرى تمشى نحوهما وعينيها مثبتة على فارس وعلى السعادة التى تبدو على وجهه وما أن أقتربت حتى قالت بمرح مبروك النجاح من غير ما أعرف النتيجه
قالت بسعادة بالغه الحمد لله أنا كنت متأكده
أمسكت دنيا بكف فارس ونظرات الغيرة مطلة من عينيها وهى توجه حديثتها ل عزة قائله الله يبارك فيكى يا عزة عقبال ما تباركيلنا على الخطوبة قريب إن شاء الله
أطرقت عزة براسها وقالت بهدوئها المعتاد مبروك مقدما عن أذنكم
نظر لها فارس بأمتنان قائلا قوليلها طبعا وهى أصلا منبهه عليا أول ما أعرف النتيجه أكلمها على طول وأردف مبتسما انتى عارفه بقى خالتك أم فارس مش هتستنى لما أروحلها
ضحك فارس وضحكت وهى تلوح مودعة لهما يلا أمشى أنا بقى سلام ومبروك مره تانيه
لوح لها فأمسكت دنيا يده وهى تقف أمامه وتنظر اليه بشك قائلة طبعا لو قلتلك انا مبحبش البت دى هتقولى دى جارتى ومتربين مع بعض ومينفعش مكلمهاشمش كده
أستقلت معه أحد سيارات الاجرة وهى تهمس بتذمر واضح
كده يا فارس بتركبنى ميكروباص ده انا عندى أخدها مشى أحسن
أشار لها أن تصمت حتى يترجلا من السيارة ترجلت دنيا من السيارة بمعاونة فارس وقفت أمام الحديقة عاقدة ذراعيها أمام صدرها بحنق قائلة هى دى المفاجأه جايبنى جنينه زى دى
ما انتى عارفه يا دنيا انا مقدرش على غير كده أنتظرها تجيبه ولكنها ظلت عاقدة حاجبيها حانقة
فاردف قائلا يعنى هتضيعى علينا الساعه اللى خارجينها مع بعض أمشى يعنى!
قالت وهى تلوح بعدم رضى لا متمشيش أمرى لله يلا ندخل
جلسا الى مقعد أمام النيل مباشرة وألتفت اليها ونظر لها بحب قائلا دنيا انا عاوز آجى أتقدم بقى
فارس يا حبيبتى الدكتور حمدى وعدنى أول لما أتخرج هيزود مرتبى على طول يبقى نستنى ليه بقى
دنيا يا حبيبى مش قصدى أنا قصدى يعنى نصبر شويه لما المرتب يزيد ونشوف هنعمل ايه
نظر لها بأستنكار وألتفت الى النيل مرة أخرى ولم يتحدث شعرت دنيا بغضبه وأستنكاره فهو دائما يظهر فى عينيه ما لا يريد البوح به
فقالت مستدركه يا حبيبى أفهمنى أنا عاوزاك تصبر لما تشوف تعينات النيابه مش جايز حلمك يتحقق وتبقى وكيل نيابه قد الدنيا وساعتها تتقدم بقلب جامد لبابا
أستدار اليها بجسده دفعة واحدة وقال بعصبيه
انتى كمان عاوزانا نستنى تعينات النيابه يعنى ندخلنا فى سنه كمانويمكن أكتر الله أعلم
دنيا بتوتر طب وفيها ايه يا حبيبى فات الكتير ما بقى الا القليل
هز راسه حانقا وهو يقول غريبه أوى أى بنت مكانك هى اللى تحب ترتبط بالراجل اللى بتحبه مش عارف ليه انتى اللى عماله تطولى فى المده وانا اللى مستعجل المفروض العكس يا دنياوبعدين انتى كده هتطلعينى عيل قدام مامتك انتى ناسيه انى وعدتها أتقدم اول ما اتخرج على طول
قالت دنيا بأبتسامه تريد بها أمتصاص غضبه ملكش دعوه بماما انا هفهمها إن التأجيل منى انا مش منك انت خلاص يا سيدى ارتحت
هز راسه نفيا وقال باعتراض لا مرتحتش طبعا انا مش فاهم انتى ليه مصممه على التأجيل انتى عاوزانى وانا وكيل نيابه وبس يعنى غير كده لاء
أخذت دنيا حقيبتها بتردد وهى تقول
فى ايه بقى أنت كل شويه تقولى كده ليه انت عارف كويس أوى انى بحبك ومقدرش أستغنى عنك
أبتسم بسخرية وقال هامسا اه ماهو باينثم نهض واقفا وهو يقول يلا بينا اروحك علشان اروح انا كمان زمان ماما مستنيانى بفارغ الصبر
أقترب فارس من الحى الذى يقطن به وهو ينظر للأعلى فى تسائل وهو يشاهد الزينة والكهرباء المعلقه فى تناغم بين الوانها المبهجه ايه ده هو فى فرح النهارده ولا ايه
أستقبله صديقه عمرو وهو يفتح ذراعيه فى الهواء مداعبا فارس باشا الف مبروك النجاح عقبال النيابه وتبقى باشا رسمى وتشرفنا فى كل حته ونتفشخر بيك كده
ضحك فارس لمداعبة صديقه ورفيقه عمرو وبادله المداعبه قائلا نتفشخرده انت بيئه صحيح
صفق عمرو بمشاغبة وقال ايوه هنبدأ بقى من اولها ماشى ياعم
يحقلك اكتر من كده بكره هنقابلك بالحجز وبدفتر المواعين قصدى المواعيد
وضع فارس ذراعه على كتف صديقه وهو يقول ده انت يبنى ڤضيحه بجد الناس بتتفرج علينا قولى بقى هو فرح مين النهارده
قال عمرو وهو يلوح بذراعه فرحك انت يا عريس أمك اول ما سمعت الخبر مسكتتش وقعدت تزغرد والحبايب بقى صمموا يعلقوا الكهربا دى علشانكورفع يديه بالدعاء قائلا عقبالى يارب لما أتخرج كده وابقى مهندس قد الدنيا
ثم همس فى اذنه أم عزة قاعده مع أمك وشاكلهم كده عاوزين يدبسوكوا فى بعض
نظر له فارس باستنكار قائلا هما ايه مبيزهقوش قلت لماما مية مره انا بحب دنيا وهتجوزها ومش هتجوز غيرها مفيش فايده
وقف عمرو ونظر اليه بتفحص قائلا انت بتكلم جد يا فارس يعنى عزة مش على بالك خالص
فارس يابنى ده انت صاحبى يعنى المفروض عارف كل حاجه عنى بتسألنى سؤال زى ده برضه
وبمجرد ظهورهما عند بداية المنعطف الذى يجاور منزلهما بدأ شباب الجيران فى التهافت عليه وتهنئته وبمجرد ولوجه الى بوابة منزلهم المتواضع أستمع الى صوت زغاريد الجارات من النساء وأقبلت عليه والدته تقبله وتحتضنه بسعادة بالغه وهى تقول مبروك يا حضرة وكيل النيابه المحترم
ضحك فارس وعمرو وقال الاخير شكله بالكتير اوى بشكاتب
ضړبته أم فارس على كتفه وهى تقول بس يا واد يا عمرو ايه اللى انت بتقوله ده طب بكره تشوف فارس ده هيبقى ايه
الټفت عمرو الى فارس قائلا شفت ياعم مش لسه كنت بقولك
أنتهت الاحتفاليه البسيطه بسرعه وما أن أغلق الباب على فارس ووالدته وحدهم حتى قالت له مؤنبة كده برضه تحرجنى قدام أم عزة
أقترب فارس من والدته وقبل رأسها قائلا ليه بس يا ست الكل هو انا عملت ايه
نظرت له بعتاب وقالت بقى أقولك عقابل ما نفرح بيك انت وعزة ترد تقولى لاء عزة الاول لازم أطمن على أختى الاولبتستعبط يا فارس
جلس فارس على اقرب مقعد وهو يبتسم لوالدته قائلا يا حاجه ما انتى عارفه من الاول ان عزة زى أختى وعارفه انا ناوى أتجوز
مين
قالت والدته بأنفعال وهى تجلس على الأريكة بجواره
انت عارف انى مبطقش البت دى يا فارس هتجيبها تعيش معايا هنا ازاى
تقدم نحوها وقبل كفها عدة قبلات سريعه وقال برجاء
ياماما انتى عارفه انى بحبها وهى كمان بتحبنى وبعدين يا ست الكل مش انتى يهمك سعادتى برضهوانا مش هبقى سعيد مع واحده تانيهعلشان خاطرى يا ماما حاولى تتقبليها علشان خاطرى
ربتت على رأسه وقالت بحنان يابنى والله يهمنى سعاتك وكل حاجه بس انا اصلا مبحسش ان البت دى بتحبك زى ما بتحبها قلبى مش مرتاحلها ابدا
رفع عينيه اليها وقال مؤكدا لا والله يا ماما انتى ظلماها دنيا طيبه جدا وبتحبنى اوى بس هى مشاعرها مش بتبان عليها بسرعه وبعدين بقى فى حاجه متعرفيهاش
والدته باهتمام حاجة ايه
الټفت حوله وكأنهما ليسوا وحدهما فى المنزل وقال بصوت خفيض عمرو حاطط عينه على عزة بس شكله كده مستنى لما يتخرج هو كمان
نظرت له تتفحصه وهى تقول بتكلم جد يا فارس هو اللى قالك كده
أومأ فارس براسه وأغمض عينيه فى حركه مسرحيه وقال بثقة مش لازم يقولى يا حاجه انا بلقطها وهى طايره فى الهوا
ضړبته على كفه وهى تقول تصدق انا غلطانه انى قاعده اتكلم معاك انا هقوم ألحق صلاة العشاءلم تلبث ان نهضت واقفه حتى سمعت طرقات خفيفه على الباب فغيرت مسارها اليه وهى تقول ياترى مين
فارس أستنى يا ماما هفتح أنا
اشارت اليه ان يجلس مكانه وهى تفتح الباب وقالت مين أم يحيى تعالى أتفضلى يا حبيبتى
أرتبكت جارتها أم يحيى وهى تقول بخجل واضح والله اسفه انى رجعت تانى يا ست أم فارس ثم قالت وهى تشير لأبنتها الصغيرة بس البت المضړوبه دى صممت أجيبها علشان تبارك للأستاذ فارس وراسها وألف سيف لازم تيجى دلوقتى وعماله ټعيط وتصرخ مقدرتش عليها ياختى
نظرت أم فارس الى الطفله الصغيرة فى يد والدتها وهى تفرك عينيها من اثر النوم وتتثائب وهى تقول بصوت مرتفع فين فارس يا طنط
وكزتها أمها فى يدها وهى تقول قولتلك مية مره قولى ابيه فارس دخلت الصغيرة دون إستئذان وهى تجذب يد أمها قائله بمشاغبه أحنا متفقين على كده وهو مش بيزعل
وقف فارس ينظر اليها وهى تحاول ترتيب شعرها الاشعث وعينيها التى أنتفخت من اثر البكاء والنوم وهى تقول مبروك يا فارس
ضحك وقال مداعبا بقى ده منظر تيجى تباركيلى بيه برضه
جذبتها أمها مره أخرى بشدة من يدها وهى تقول لفارس باعتذار معلش يا استاذ فارس عيله متقصدش
فارس ولا يهمك يا أم يحيى مهره صاحبتى وتقولى اللى هى عاوزاه
نظرت مهره الى والدتها فى أنتصار وهى تقول شفتى مش قولتلك
أقترب فارس منها ونزل على أحدى ركبتيه وهو يتصنع الڠضب قائلا بس انا زعلان منك يا مهره لسه جايه تباركيلى دلوقتى
قالت بأندفاع طفولى وانا
مالى ماما سابتنى نايمه وجات لوحدها ولما صحيت صممت اجيلك شفت بقى انا جدعه معاك ازاى
ثم نظرت لوالدتها مؤنبة وهى تقول ماشى يا ماما بكرا لما أكبر وانتوا تصغروا هسيبكوا نايمين وهاخرج لوحدى
ضحكت أم فارس وهى تربت على شعر مهره وتحاول عبثا أصلاح غرتها المبعثره على جبينها وتمسح عليه قائله معلش يا مهره تلاقى ماما مرضيتش تصحيكى علشان عندك مدرسه الصبح بدرى
نظرت اليها مهره بعين مفتوحه والاخرى مغمضة احنا فى الاجازه يا طنطتى
فارس بمناسبة المدرسه يا لمضه درجات سنه رابعه معجبتنيش أعملى حسابك السنه الجايه سنه خامسه وزى ما سمعنا كده هتبقى خامسه وسادسه مع بعض يعنى مش هقبل اقل من الدرجات النهائيه