أمك وأبيك انتبه لهما
أمك وأبيك إنتبه لهما ...
إنهما يحتاجان دلالك واهتمامك
عندما يوسع الله عليك إشتري لوالدتك فرشة حديثة جميلة تريح جنبها الكريم عليها
أصلح لها الحمام والمطبخ وحدثهما
وإذا أمكن أن تدهن لها الشقة أيضا
تعهد ملابسها البيتية والخارجية وحذاءها
راقب بطانيتها وسجادتها
أصلح خزانتها و سريرها وجهازها
ولو بسط لك ربنا في رزقك أكثر وجبر خاطرك فاجبر خاطرها في شيء من ذهب.
وكل فترة اشتري له أشياء يحبها
وركز على الأمور التي يحبها أكثر والأمور التي قد يخجل من أن يطلبها
وراقب حتى غياراته وجراباته العزيزة وعطره المفضل
أما دواؤه فأولى من الماء الذي تشرب.
إياك أن تتصور أنهم شبعوا من الحياة وأكلوا كل شيء وشربوا كل شيء وإنك أولى بالحياة منهم.
هم أولى بكل جميل وجديد في الحياة أصلا هم الحياة وإذا أردت أن تتأكد فاسأل الذين فقدوهم.
غسلت الجمعة الماضية والد صديق لي رحمه الله ورأيت أبناءه يقبلون قدميه ويمسحون بها وجوههم فقلت في نفسي ما أحسن هذا !
لكن أحسن منه لو كان في حياة الوالدين.
صدقني والداك أولى من أحببت وبررت ووصلت من العالمين
بل أنفق عليهما من أنفس مالك.
لم يزل يبكي أحدهم بكاء مريرا يقول لي خرج أبي من الدنيا ولم يشبع من أكلة كان يحبها جدا وماكان يطلبها وأنا لم أكن بخيلا عليه أبدا لكنني كنت مشغولا عنه بشؤوني الحياتية.
وحدث أحدهم أنه دخل على أمه في ليلة باردة فقالت له وهي نائمة الحمد لله أنك أتيت يا بني أنا بردانة من أول نومي وليس لي قوة تعينني على شد الغطاء على جسمي
بعد أن يفارقك والدك تشعر بالندم عندما كنت تعرض عليه خدمة أو منفعة فيقول شكرا
فتصدقه وترضي ضميرك بأنه فعلا لا يريد .
ولقد كنت تعتقد أنه لو أراد شيئا أو ذاك الشيء الذي عرضته عليه لأخبرك بذلك أو لوافق على ذلك.
اليوم عندما كبرنا وأصبحنا آباء
عرفنا كڈب الآباء والأمهات عندما يقولون شكرا
فيعتبرون ذلك أنهم حقا لا يريدون.
أيها الأبناء والبنات
لا تصدقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم شكرا
إنما يقولونها تعففا أو مراعاة لظروفكم أو خجلا من إتعابكم أو ذوقا أو لأي سبب آخر.
أيها الأبناء أسعدوهم دون إذن أو عرض .
أنهم يفرحون جدا جدا جدا عندما تقدمون لهم الخدمة والهدية والمنفعة دون أن تستأذنوهم أو تعرضوا عليهم
ويفرحون جدا جدا جدا عندما تقدمونهم أو تنزهونهم أو تعظمونهم أو تشركونهم في حياتكم وأعمالكم وأنشطتكم ولو بالحديث وأخذ الرأي حتى لو كانوا على سرير المۏت.
فلا تخدعنك شيخوخة أبيك ولا يغرنك عمر أمك
فبداخلهما طفل يحتاج لدلالك واهتمامك.
رحم الله من كان منهم مېتا
وحفظ الله من كان منهم على قيد الحياة.