حماري بدون زيل الجزء الاخير
وقال له : ها قد أتى دوري لأطلب منك ما أريد : سوف آخذك إلى مكان بعيد ليس في الدنيا ، ولم تسمع عنه ، ولم تره من قبل ، لن تستطيع العودة منه أبدًا
صمت الطحان ، وقال لنفسه : المال معي الآن ، فهل أترك الدنيا ، ولا أعود إليها ثانية ؟ ، ما فائدة كل هذا المال إذن ؟ ، أخذ الطحان يفكر في مخرج من هذه المشكلة ، ثم طرأت له حيلة تخلصه من هذا المأزق
فقال للرجل الغريب : المال معي ، وسأفعل ما تريد ، سأذهب معك حيث تشاء ، ولكن اتركني أنظر إلى الدنيا
للمرة الأخيرة قبل الرحيل ، ونظر حوله ، ونزلت دموعه على خديه ، فقال له الرجل الغريب : لماذا البكاء ؟ هل تذكرت شيئًا
فقال الطحان : تذكرت أغلى ما لدي في هذه الدنيا طاحونتي ، وحماري ، فهل يمكن أن أخذهما معي ؟ فرد عليه الرجل الغريب : الطاحونة لا أستطيع حملها ، وقبل أن يكمل كلامه قال له الطحان : لكنك تستطيع حمل الحمار من ذيله ، فضحك الرجل الغريب وقال له : إذن سأحضر لك حمارك ، وأعدك ألا أخذك معي إلا بعد أن أحضره لك من ذيله ، فقال له الطحان : اقسم بكل غال لديك
فأقسم الرجل الغريب كما أراد الطحان وذهب في لمح البصر إلى الطاحونة ، فوجد الحمار نائمًا ، ونظر إليه فلم يجد له ذيل يحمله منه ، واغتاظ الرجل الغريب ، كيف سنفذ قسمه الآن ؟خدعه الطحان ، فترك الرجل الغريب الحمار ، وعاد إلى الطحان ، وقال له : خدعتني ، وأنا الذي لم يخدع من قبل ، أردت أن أخدعك ، فخدعتني ، ونلت ما تريد ، واختفى الرجل الغريب ، وفرح الطحان نجاح حيلته ، وتذكر كلام الرجل العجوز : لا ټندم على معروفك حتى لو خسړت ذيل حمارك
تحياتى