الخميس 26 ديسمبر 2024

ليست اختي بل أمي

موقع أيام نيوز

 فقد كان والدي في آخر حياته وقد قارب التسعين  .. قد أصيب بالزهايمر  و ضمور في الجسم .. وصعوبة في الحركة  .. فكانت أختي هي من تغسله و تلبسه وترافقه إلى  دورة المياه  وتقوم بكل شؤونه ...
ومن المشاهد المؤثرة ... أن والدي أصيب  في آخر عمره  بمرض احتباس البول .. وكان يتألم غاية الألم منه .. .. فكانت أختنا  الكبرى  تجلسه على فخذها كالطفل الصغير  (فقد كان رحمه الله  صغير الحجم ) .. ثم تقوم  بالضغط على اسفل بطنه .. مصحوبا بالدعاء والتسبيح وقراءة المعوذات   حتى ينفك احتباسه ... بل وكان كثيرا ما يفعل ذلك على ثياب اختي .. فتقوم  بتغسيل والدي وتغيير   ثيابه .. وكان هذا المشهد يتكرر في اليوم الواحد أكثر من  مرة ..

واليوم يا استاذي قد بلغت انا  الخمسين  .. وأختي قد تجاوزت السبعين  وأصبحت امرأة مسنة ...  والحمد لله أن احوالنا المادية قد تحسنت كثيرا  .. فاشترينا لأختنا بيتا كبيرا  .. واحضرنا لها خادمة  ....  بل ومن صور  رضا الله عنها .. أنني رأيت  أحد أبنائها وأحد إخوتي  يحملانها على اكتافهما  ويطوفان بها حول الكعبة   .. ويسعون بها على ذات الحال بين الصفا والمروة .... ولا اذكر منذ سنوات أنها اضطرت للانحناء  لغسل قدميها   عند الوضوء  .. فهذه مهمة نقوم بها نحن وابناؤها   .. بل ونتسابق عليها  ...منقول والعهده على الراوى
فأردت أن أعرض  هذه القصة كتجربة حياتية  عشناها وما زلنا  .. تعلمنا من خلالها   أن بر الوالدين  (دين وسداد)  .. ينال العبد أجره في الدنيا والآخرة ..