قصة وعبرة
ذات يوم تشاجرت امرأة مع زوجها وڠضب منه وتخاصما بسبب ظروف المعيشة الصعبة، وعدم تلبية جميع طلباتها من طرف زوجها الذي كان يعمل مقابل أجر متواضع يكفيهم لقوت يومهم فقط، فقررت ترك البيت والهروب منه ليلا، وفعلا انتظرت أولادها و زوجها حتى ناموا وتسللت خارج البيت غاضبة.
وعندما خرجت من البيت ليلا كانت تمشي ببطء وتتخفى بجانب الجدران وتمرّ ببطء بجانب شبابيك بيوت الحي من أجل أن لا يراها أحد.
فسمعت من أحد الشبابيك أمّا تدعوا الله وتسأله أن يشفي ابنها المشلۏل، حتى يلعب ويعيش مثل بقية الأطفال.
وسمعت في بيت آخر امرأة تدعو الله أن يرزقها بطفل يدخل البهجة والفرح الى حياتها، وحتى لا يطلقها زوجها.
و سمعت زوجة تدعو الله أن يساعد زوجها في إيجاد عمل يقتاتون منه وأن يرزقهم من فضله.
و سمعت بنت تبكي وتشكي الى الله ظلم زوجة أبيها، وتقول: يا رب لقد اشتقت لأمّي ولكنني أعلم أنّها عندك في الجنة.
وسمعت زوجة أخرى تدعو الله أن يهدي زوجها العڼيف الذي يغضب وېعنفها لأتفه الأسباب.
و سمعت امرأة أخرى تقول لزوجها أخشى أن يطرنا صاحب البيت، قل له يعطينا مهلة إضافية حتى يرزقك الله وتسدّد له الايجار الشهري.
سمعت المرأة الشاردة هموم الناس ومشاكلهم وأيقنت أنّ الناس الذين يتظاهرون بالسعادة ويبتسمون في وجوه بعضهم البعض في العلن هم في الأغلب يخفون بداخلهم ألما وهمّا وۏجعا لا يعلم به أحد إلا الله .
عادت المرأة مسرعة إلى بيتها وشكرت الله على نعمة البيت والأولاد والزوج الصالح والرزق الكافي، واحتضنت أبنائها وأيقنت أن القناعة كنز لا يفنى.