رواية دموع الندم
انت في الصفحة 1 من 89 صفحات
1 الفستان الاسود
التقطت فريده هاتفها المحمول لتجيب علي الاتصال ...والدتها بالتأكيد سوف تلح عليها بشأن الذهاب الي زفاف ابنة خالتها اسيل اليوم ....بالطبع هى تريد الذهاب فأسيل صديقة عمرها لكنها لا تريد ان تجد نفسها في مواجهة عمر....
منذ طلاقهما وهى تتحاشي مقابلته وهو سهل لها الامر برحيله عن مصر كلها معلنا رغبته هو الاخر في تحاشي رؤيتها ...لكن كانت دائما المناسبات الاجتماعية هى رعبها الاكبر فبحكم صلة القرابه التى تربط بينهما كان دائما من المتوقع ان تراه ...واليوم مزاجها بالخصوص لا يسمح لها برؤيته فرؤيته اليوم ستتوج سنوات الحسره وتقضى علي البقية الباقيه من تماسكها الزائف الذى تتستر خلفه وتهاجمها نوبه جديده من نوبات الندم الصادق فهى طالما تسألت عن ما اذا كانت اذته بشده وظلمته خلال سنوات زواجهما
طوال فترة زواجهم التى امتدت الي ثلاث سنوات دأبت فريده علي اذلاله طالما اشعرته بالنقص وانها افضل منه بحكم تعليمها الاعلي ...لم ترضي يوما عن زواجها منه علي الرغم من انها هى التى كانت تحتاجه بشده ... فلولا عمر لما كانت استاطعت اكمال تعليمها ودفع مصاريف كليتها التى تتباهى بها الان والتى كانت مهدده بتركها لولاه...
لديها الان الوظيفه التى حلمت بها ...تفوقها في خلال سنوات دراستها مكنها من الحصول علي نيابه في المستشفي الجامعى ...نيابه الاطفال حلم عمرها منذ ان التحقت بكلية الطب اصبح حقيقه وهاهى الان انهت الجزء الاكبر من الماجستير وعلي وشك مناقشة الرساله بعد ايام قليله ..احلامها تتحول الي حقيقه ..نالت التعيين في الجامعه كما تمنت ونالت لقب مطلقه كما كانت تستحق ايضا ...الذكريات لن ترحمها ...لاتدري لماذا اليوم تشعر بندم هائل يغمرها ..ربما بسبب زفاف اسيل او ربما بسبب انه يوم عيد مولدها الذي لن تحتفل به ...منذ رحيل عمر لم تحتفل به او تتذكره ...طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يوما وكان الاول في التهنئه وارسال الهدايا لها ...لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت انه ضعف ...فهمت قوته مؤخرا بعدما فات الاوان اليوم ستكمل السابعة والعشرون ولن يتذكر احد مولدها...
سوميه لانها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المره..
فريده ...مردتيش ليه يا بنت ... ارجعى بدري النهارده ...ما فيش اعذار هتروحى الفرح ...خالاتك كلهم اكلوا وشي ...والدتها تعلم جيدا انها انتهت من عملها في الثامنة صباحا بعد مناوبه ليليه مرهقه في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ...اي حجه ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم انها لديها عطله لمدة ثلاثه ايام كامله بدءا من اليوم
انتى جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح انا هكون غضبانه عليكى ..وبدون اضافة المزيد سوميه اغلقت الخط في ڠضب بدون ان تسمح لها بالرد ... شجعت نفسها وتمسكت بأمل غيابه ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد الي مصر ابدا...وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي بإرسال الورود والهديه الفخمه التى تعبر عن مكانته الجديده وهى حرمت نفسها من الحضور تحسبا لوجوده..سألت نفسها مرارا ماذا ستفعل عندما ستراه مجددا ... اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من ذكرياتها الاليمه ...الاتصال هذه المره كان من اسيل ... اجابتها فورا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف....اسيل بادرتها بالقول بلهجة ټهديد...
فريده حاولت التظاهر بالمرح ... طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى....
فريده ...انا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيا اكتر من نفسك
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعده
لا يا ستى
انا هنام شويه واقوم اروح البيوتى سنتر
كل واحد راح لحاله ...بالفعل عمر اندمج في حياته الجديده وتكاد تجزم انه نسيها وشفي من حبها الذي كانت تحتقره ولم تقدره ...منذ نعومة اظافرها وهى تعلم بحب عمر الفياض لها وكانت تعامله بجفاء ولم ييئس يوما بل ازداد في